Tuesday, March 07, 2006

نوادر المتنبئين


ادعى رجل النبوة في أيام الرشيد فلما مثل بين يديه قال له ما الذي يقال عنك قال إني نبي كريم قال فأي شيء يدل على صدق دعواك قال سل عما شئت قال أريد أن تجعل هذه المماليك المرد القيام الساعة بلحى فاطرق ساعة ثم رفع رأسه وقال كيف يحل أن أجعل هؤلاء المرد بلحى وأغير هذه الصورة الحسنة وإنما أجعل أصحاب هذه اللحى مردا في لحظة واحدة فضحك منه الرشيد وعفا عنه وأمر له بصلة .

وتنبأ إنسان فطالبون بحضرة المأمون بمعجزة فقال أطرح لكم حصاة في الماء فتذوب قالوا رضينا فأخرج حصاة معه وطرحها في الماء فذابت فقالوا هذه حيلة ولكن نعطيك حصاة من عندنا ودعها تذوب فقال لستم أجل من فرعون ولا أنا أعظم حكمة من موسى ولم يقل فرعون لموسى لم أرض بما تفعله بعصاك حتى أعطيك عصا من عندي تجعلها ثعبانا فضحك المأمون وأجازه .

تنبأ رجل في أيام المعتصم فلما حضر بين يديه قال أنت نبي قال نعم قال وإلى من بعثت قال إليك قال أشهد أنك لسفيه أحمق قال إنما يبعث إلى كل قوم مثلهم فضحك المعتصم وأمر له بشيء .

تنبأ رجل في أيام المأمون وادعى إنه إبراهيم الخليل فقال له المأمون إن إبراهيم كانت له معجزات وبراهين قال وما براهينه قال أضرمت له نارا وألقي فيها فصارت عليه بردا وسلاما ونحن نوقد لك نارا ونطرحك فيها فإن كانت عليك كما كانت عليه آمنا بك قال أريد واحدة أخف من هذه قال فبراهين موسى قال وما براهينه قال ألقى عصاه فإذا هي حية تسعى وضرب بها البحر فانفلق وأدخل يده في جيبه فأخرجها بيضاء قال وهذه علي أصعب من الأولى قال فبراهين عيسى قال وما هي قال إحياء الموتى قال مكانك قد وصلت أنا أضرب رقبة القاضي يحيى بن أكثم وأحييه لكم الساعة فقال يحيى أنا أول من آمن بك صدق وتنبأ .

آخر في زمن المأمون فقال المأمون أريد منك بطيخا في هذه الساعة قال أمهلني ثلاثة أيام قال ما أريده إلا الساعة قال ما أنصفتني يا أمير المؤمنين إذا كان الله تعالى الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ما يخرجه إلا في ثلاثة أشهر فما تصبر أنت علي ثلاثة أيام فضحك منه ووصله .

تنبأ آخر في زمن المأمون فلما مثل بين يديه قال له من أنت قال أنا أحمد النبي قال لقد ادعيت زورا فلما رأى الأعوان قد أحاطت به وهو ذاهب معهم قال يا أمير المؤمنين أنا أحمد النبي فهل تذمه أنت فضحك المأمون منه وخلى سبيله .

تنبأ آخر في زمن المتوكل فلما حضر بين يديه قال له أنت نبي قال نعم قال فما الدليل على صحة نبوتك قال القرآن العزيز يشهد بنبوتي في قوله تعالى إذا جاء نصر الله والفتح وأنا إسمي نصر الله قال فما معجزتك قال ائتوني بامرأة عاقر أنكحها تحمل بولد يتكلم في الساعة ويؤمن بي فقال المتوكل لوزيره الحسن بن عيسى أعطه زوجتك حتى تبصر كرامته فقال الوزير أما أنا فأشهد أنه نبي الله وإنما يعطي زوجته من لا يؤمن به فضحك المتوكل وأطلقه .

ادعى رجل النبوة زمن خالد بن عبد الله القسري وعارض القرآن فأتى به إلى خالد فقال له ما تقول قال عارضت القرآن قال بماذا قال قال الله تعالى إنا أعطيناك الكوثر الآية وقلت إنا أعطيناك الجماهر فصل لربك وجاهر ولا تطع كل ساحر فأمر به خالد فضرب عنقه وصلب فمر به خلف بن خليفة الشاعر فضرب بيده على الخشبة وقال إنا أعطيناك العود فصل لربك من قعود وأنا ضامن لك أن لا تعود .

أتي المأمون برجل ادعى النبوة فقال له ألك علامة على نبوتك قال علامتي أني أعلم ما في نفسك قال وما في نفسي قال في نفسك أني كاذب قال صدقت ثم أمر به إلى السجن فأقام فيه أياما ثم أخرجه فقال هل أوحى إليك بشيء قال لا قال ولم قال لأن الملائكة لا تدخل الحبوس فضحك منه وخلى سبيله .

أتي بامرأة تنبأت في أيام المتوكل فقال لها أنت نبية قالت نعم قال أتؤمنين بمحمد قالت نعم قال فإنه صلى الله عليه وسلم قال لا نبي بعدي قالت فهل قال لا نبية بعدي فضحك المتوكل وأطلقها

No comments: