Sunday, February 12, 2006

قال أبو نعيم في الحلية 9/143:
حدثنا عبدالرحمن بن محمد بن حمدان ، ثنا أبو محمد بن أبي حاتم ، ثنا أحمد ابن سلمة بن عبدالله النيسابوري قال: قال أبو بكر وراق الحميدي : سمعت الحميدي يقول: قال: محمد بن إدريس الشافعي خرجت إلى اليمن في طلب كتب الفراسة ، حتى كتبتها ، وجمعتها ، ثم لما حان انصرافي مررت على رجل في الطريق ، وهو محتب بفناء داره أزرق العين ناتىء الجبهة سناط ، فقلت له: هل من منزل ؟
فقال: نعم.
قال الشافعي: وهذا النعت أخبث ما يكون في الفراسة ، فأنزلني ، فرأيته أكرم ما يكون من رجل ، بعث إلي بعشاء ، وطيب ، وعلف لدابتي ، وفراش ، ولحاف ، فجعلت أتقلب الليل أجمع ما أصنع بهذه الكتب إذا رأيت النعت في هذا الرجل ، فرأيت أكرم رجل ، فقلت: أرمي بهذه الكتب ، فلما أصبحت ، قلت للغلام: أسرج ، فأسرج ، فركبت ، ومررت عليه ، وقلت له: إذا قدمت مكة ، ومررت بذي طوى ، فاسأل عن محمد بن إدريس الشافعي ، فقال لي الرجل: أمولى لأبيك أنا ؟
قال: قلت: لا .
قال: فهل كانت لك عندي نعمة؟
فقلت: لا .
فقال: أين ما تكلفته لك البارحة ؟
قلت: وما هو ؟
قال: اشتريت لك طعاما بدرهمين ، وإداما بكذا ، وكذا ، وعطرا بثلاثة دراهم ، وعلفا لدابتك بدرهمين ، وكراء الفرش ، واللحاف درهمان !
قال: قلت يا غلام اعطه ، فهل بقي من شيء ؟
قال: كراء البيت فإني قد وسعت عليك ، وضيقت على نفسي .
قال الشافعي: فغبطت بتلك الكتب ، فقلت له بعد ذلك: هل بقي لك من شيء ؟
قال: امض أخزاك الله ، فما رأيت قط شرا منك !.

No comments: